خروق أمنية تهدد أهالي البصرة وسياسيوها منشغلون بخلافاتهم

القرطاس نيوز/ البصرة
شهدت محافظة البصرة في الأسبوع الماضي خروقاً أمنية عدة، كان من مظاهرها ارتفاع وتيرة حوادث الاغتيال من قبل مسلحين مجهولين، وهجمات متفرقة على شخصيات دينية وأدبية ومناسبات اجتماعية، فضلاً عن النزاعات العشائرية التي تتجدد بين فترة وأخرى شمالي المحافظة بين بعض العشائر.

ورغم البيانات الصحفية لمديرية شرطة البصرة التي تشير إلى أعداد المتهمين الذين يتم إلقاء القبض عليهم يومياً من خلال مفارزها إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار حدوث خروق في مناطق متفرقة من المحافظة.

ويرى رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، جبار عبد علي الساعدي، أن "فلول حزب البعث المنحل وبعض الجهات التابعة لأجندات خارجية هي التي تقف وراء هذه الحوادث خاصة تلك التي تحمل طابعاً إرهابياً".


وقال الساعدي في تصريح لـ"القرطاس نيوز"، إن "الهجمات التي تحمل طابعاً إرهابياً في المحافظة يقف وراءها حزب البعث المنحل الذي لا يزال يحاول أن يعبث بأمن المحافظات لتحقيق مخططاته بتعطيل الحياة وتخريب النظام والقانون فضلاً عن مجاميع تحمل أجندات خارجية لا تريد الخير للبلد".

وأضاف أن "حوادث الاغتيال الأخرى لا تعدو عن كونها خلافات عشائرية اجتماعية ذات طبيعة شخصية وهي في الأغلب استغلت الظرف الأمني الصعب الذي تمر به البلاد وانشغال القوات الأمنية بالحرب على الإرهاب ليقوموا بأعمالهم".

وبيّن الساعدي أن "نقل بعض الأفواج العسكرية القتالية من البصرة لمحافظات أخرى يدور فيها الصراع مع الإرهاب أسهم في خلق فراغات أمنية على الأرض تستغل أحياناً في تنفيذ بعض الاعتداءات على مواطنين بسبب الخلافات العشائرية أو قضايا الثأر والنزاع الشخصي".

وتابع أن "الإرهاب لا يستثني أي محافظة من شروره ويهدف إلى خلخلة الأمن مستغلاً أي فرصة لذلك"، مضيفاً أن "هناك أجهزة معنية بقضية معالجة الخلايا النائمة ومراقبتها وهي أجهزة الأمن الوطني والمخابرات والاستخبارات العسكرية والجميع يأخذ أعلى درجات الحيطة والحذر لمنع أي استهداف لأمن المواطن البصريّ".

ويرى مراقبون أن نقص أعداد القوات الأمنية والانقسام السياسي في المحافظة من الأسباب التي أدت إلى ارتفاع مستوى العنف في الآونة الأخيرة.

وقال المحلل السياسي أحمد صلاح السعد لـ"القرطاس نيوز"، إن "محافظة كبيرة كالبصرة تمتلك حدوداً برية وبحرية ومنافذ عدة فضلاً عن شريط حدودي مع أكثر من دولة، تحتاج إلى قوات أمنية بأعداد كافية ومدربة على أعلى مستوى لتحقيق الأمن فيها لكن ما حدث أن أهم الأفواج القتالية المدربة تم نقلها إلى محافظات أخرى والإبقاء على أعداد قليلة".

وأكد أن "قوات المتطوعين من مديرية الحشد الشعبي لم تستطع سد الفراغ الذي حصل لأنها تفتقر إلى التدريب الكافي ولا تملك مهنية أمنية وممارسة سابقة تمكنها من التعامل مع حالات الخروق الأمنية التي حصلت في الآونة الأخيرة".

وأضاف السعد أن "تشتت البيت السياسي البصريّ وكثرة خلافاته والتقاطعات المستمرة بين أقطابه تسهم في خلق ثغرات داخل المنظومة الأمنية للمحافظة".

وأشار إلى أن "استمرار الخلافات السياسية بين ائتلافي دولة القانون والبصرة اوّلاً وتعطيل مجلس المحافظة لأكثر من خمس جلسات على التوالي يصنع العديد من المشاكل للأجهزة الأمنية التي تحتاج إلى التواصل مع الحكومة المحلية وتتدارس معها المستجدات"، مردفاً "كيف يتم ذلك والحكومة المحلية غارقة بالخلافات ولا تستطيع حتى أن تعقد اجتماعاً لتدارس القرارات والتوصيات سواء الأمنية منها أو الخدمية".

وتابع السعد أنه "حتى تحقيق هذا التوافق يظل المواطن البصريّ مراقباً لتطورات الشارع بحذر وترقب على أمل أن تحمل الأيام المقبلة انفراجاً على الصعيد السياسي ينعكس بدوره على الجهد الأمني الذي يمر بتحديات كبيرة وظروفاً استثنائية".

وسجلت المحافظة خلال الأيام الثلاثة الماضية مصرع خمسة أشخاص في حوادث متفرقة وهي اغتيال مرافق مدير مكتب المرجع الديني كاظم الحائري في البصرة، وعميد متقاعد في البحرية العراقية، وحارس أمني في شركة اتصالات، فضلاً عن موظفين في شركة انترنيت، فيما فككت قوات مكافحة المتفجرات في البصرة عبوة ناسفة في منطقة المشراق وسط المحافظة، في الوقت الذي تعرض فيه منزل الشاعر علي الإمارة لهجوم بقنبلة صوتية في منطقة الجبيلة وسط البصرة، وانتهت سلسلة الحوادث بهجوم بقنبلة يدوية محلية الصنع على حفل زفاف في حي الأصمعي أسفر عن إصابة أكثر من 15 شخصاً.