«تويتر» و«فيسبوك» أحدث أسلحة حرب الغش في امتحانات الثانوية العامة في مصر

«تويتر وفيسبوك والغش» هو «الإختراع الجديد» الذي توصل اليه الطلبة لتسريب إمتحانات الثانوية العامة هذا العام.
فبعد تسريب صور لأوراق إمتحاني اللغة العربية واللغة الإنكليزية، وتشديدات وزارة التربية والتعليم بحبس المسؤولين عن التسريب، اشتعلت الحرب الإلكترونية بين الوزارة وطلاب الثانوية العامة الراغبين في الغش الإلكتروني، واستعد كل طرف بما يراه مناسبا للتغلب على الطرف الآخر.
واستعانت وزارة التربية والتعليم بخبرات وزارة الاتصالات و3 آلاف جهاز حساس حصلت عليها من وزارة الدفاع للكشف عن أجهزة المحمول داخل اللجان، والطلاب يصرون على الغش باستخدام صفحات التواصل الاجتماعي بموقعي «فيسبوك» و»تويتر»، حيث دشنت مجموعة من الطلاب عددا من الصفحات الإلكترونية مساهمة منهم لمن يرغب في الغش الإلكتروني.
من هذه الصفحات «عبيلو وإديلو» والتي اشتهرت بمساعدة الطلاب في الغش منذ العام الماضي لتدخل معها على الخط صفحتا «غشاشون فدائيون» و»ثانوية عامية» هذا العام، معلنين كامل استعدادهم لتقديم المساعدة للطلاب في الغش وتسريب امتحانات الثانوية للعام الدراسي الحالي، إضافة إلى هاشتاغات على «تويتر» منها «هس الثانوية» و»تويت لجنة»، و»برده هنغش»و»المهنة طالب» و»الحارة المزنوقة». فقد وجه أدمن صفحة «المهنة طالب» رسالة للطلاب قائلاً:»ورقة الإمتحان بتتصور وتترفع على هاشتاغ «غشاشون فدائيون» وبيكون في ناس زي حالاتي كده قاعدين مستنيين الورقة تنزل عشان يحلوها وينزلوا الإجابات على الهاشتاغ ده، كل دورك إنك تخلي حد يتابعنا أو يتابع غشاشون فدائيون على «تويتر» وياخد الإجابات ويبعتها لك على الموبايل في رسايل أو واتس أب».
حتى أنه تم تسريب صور للغش الجماعي ببعض اللجان في محافظات الصعيد، وقد أنكرت وزارة التعليم هذه التسريبات موضحة أن عمليات المراقبة والتشديدات الأمنية على الإمتحانات تتم بشكل يمنع نجاح أي عملية غش.
وقال عبد الناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين ردأ على تصريحات الوزارة، إن الغش وتسريب الإمتحانات ومظاهـــــرات طلاب الثانوية، قد كتبت شهادة وفاة نظـــام الثانوية العامة، ولا يتبقى ســـوى إصدار تصـــريح بالدفن، لافتا إلى أن إنكار الوزارة المستمر لحقائق على الأرض يحتاج لـ«عــــلاج نفسي» والنظــــر للمشكلة عن قُرب والبدء في حلها.
وبدأ الطلاب ينظرون لعملية الغش على أنها «فرض عين» على المراقب وعندما منع المراقبون عمليات الغش في امتحانات الإقتصاد والإحصاء والجغرافيا في محافظة السويس، تعدى الطلاب على استراحة الملاحظين والمراقبين ورشقوها بالحجارة اعتراضاً على تشديد اللجان ومنعهم من الغش.
وطالب البعض الرئيس عبد الفتاح السيسي بقطع النت على مستوى الجمهورية في المؤسسات التعليمية، لمدة ساعتين أيام الإمتحانات حتى يتم كشف هؤلاء الخونة، قائلين:»باقي أربع مواد فقط ساعدونا»، فيما اقترح سامي حنا الفيومي، مُعلم في محافظة الفيوم، حلا لتجنب تكرار تلك الوقائع، من خلال تطوير الورقة الإمتحانية نفسها، وجعل الإمتحان يتكون من شقين:»الأول هو أن يكون لكل مادة امتحان عبارة عن مئة سؤال اختيار من متعدد يتم تصحيحه إلكترونيا بالقارئ الآلي، وبه أكواد يعني الاختيار الصحيح هو بالنسبة للكود (أ) هو الاختيار (ج) في حين إجابة السؤال نفسه عند تلميذ آخر حصل على ورقة امتحانية من الكود «ب» هي «د» مثلا.
وأضاف حنا: «والشق الثاني من الامتحان هو أسئلة التفكير الناقد وهذه ليست لها إجابات نموذجية وحتى لو تم تصويرها وتسريبها لن يستطيع الطالب غشها،لأنها سوف تعتمد على مهارات التفكير العليا، وفيما يتعلق بمن سيتولى مهام إعداد كل هذه الإمتحانات، فأؤكد أن الوزارة لديها المركز القومي للإمتحانات والتقويم التربوي بالمقطم، وعدد المتخصصين فى هذا المركز كبير جدا وعلى درجة عالية من الكفاءة ويعاونهم معلمون آخرون لو أرادوا».
وأعلن مدير الإدارة العامة لإمتحانات الثانوية العامة محمود ندا إتخاذ عدة إجراءات للحد من الغش في الإمتحانات، وأن ورقة الإمتحان هذا العام ستكون كل يوم بلون مختلف، وهذا على عكس ما حدث في السنوات السابقة، وذلك للنظام الحديث «فقط» وهي إجراءات جديدة اتخذتها الوزارة لمنع محاولات الغش.
وأشار إلى وضع لافتات داخل اللجان يتم النص فيها على الإجراءات المتبعة مع الطالب في حالة الغش، والتنبيه على المراقبين بعد أوراق كراسات الإجابة، والتأكد من عدم اصطحاب الطالب لهاتف محمول أو آلة حاسبة، وعدم السماح بإدخال أي مواد غير مستخدمة في الإمتحان.