لماذا تلعب أندية ويلزية في المسابقات الإنجليزية؟

بعد التألق اللافت لنادي سوانسي سيتي «الويلزي» في المراحل الأولى من الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بتحقيقه 3 انتصارات في أول 3 مباريات، انتشر لغط كبير حول أسباب وجود أندية ويلزية تلعب في الدوريات المحلية الإنجليزية بمختلف درجاتها، رغم وجود الدوري الويلزي.
وللتوضيح، فهناك 7 أندية ويلزية تلعب في البطولات الإنجليزية بمختلف الدرجات، وهي «سوانسي سيتي، كارديف سيتي، ريكسهام، نيوبورت كاونتي، مارثير، باي كولين» وكل هذه الأندية تشكلت في الوقت الذي لم يكن هناك دوري ويلزي، حيث نشأ الدوري الويلزي في عام 1992، أي بعد وقت طويل من تشكيل هذه الأندية التي كانت تلعب دائمًا في البطولات الإنجليزية.
مصير هذه الأندية كان بين أيديهم، إما الانضمام إلى الدوري الويلزي «الجديد»، أو البقاء في البطولات الإنجليزية، لكنهم قرروا البقاء في إنجلترا، خاصة أن ناديي كارديف وسوانسي لديهم تاريخ مشرف في البطولات الإنجليزية بالفوز بالكؤوس واللعب في دوري الدرجة الأولى والبريميرليج.

لماذا فضلت هذه الأندية اللعب في إنجلترا عوضًا عن ويلز؟


ربما يرد هذا السؤال على نفسه، فالأسباب منطقة للغاية، أولًا مستوى كرة القدم الإنجليزية في إنجلترا هو الأفضل في العالم، في حين أن غالبية فرق الدوري الويلزي من الهواة.

ثانيًا - «الشهرة»: فالشهرة التي تكتسبها الأندية في البطولات الإنجليزية تكون أكبر بكثير من وجودها في البطولات الويلزية، فسوانسي وكارديف سيتي يُفضلان مثلاً اللعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، عن الفوز كل موسم بالدوري الويلزي الممتاز، لأن السمعة التي اكتسبوها في إنجلترا حتى في الدرجات الدنيا أكبر بكثير.

ثالثًا - «المال»: بالتأكيد الأسباب المالية تعد من أهم أسباب التحاق الأندية الويلزية بإنجلترا، فمن المعروف أن البطولات الإنجليزية وخصوصًا الدوري الإنجليزي تحقق أرباحًا ضخمة، فالبريميرليج هو الدوري الأغلى في العالم، ويُحقق كل موسم أرباح قياسية من البث والإعلانات، ما يعود بالنفع على هذه الأندية «ماليًا»، وهو ما لا يتوافر في الدوري الويلزي «المتواضع».

لكن ومثلما أضاف الدوري الإنجليزي للأندية الويلزية، فالأخيرة ساهمت في تعزيز سمعة الكرة الإنجليزية، فبعد تأهل نادي كارديف سيتي للبطولة الموسم الماضي، أضاف الإثارة للدوري الإنجليزي، حين أضاف ديربي جديد للبطولة، وهو ديربي جنوب ويلز بينه وبين غريمه اللدود سوانسي سيتي الذي كان أول نادٍ ويلزي يلعب في البريميرليج عندما تأهل للبطولة عام 2011، وهو ما ساهم في ارتفاع نسبة مشاهدة ومتابعة البريميرليج.

وسبق ووصل كارديف سيتي -الذي هبط للدوري الدرجة الأولى الموسم الماضي- إلى نهائي بطولة كأس رابطة الأندية المحترفة في عام 2012، لكنه خسر أمام ليفربول بركلات الترجيح، إلا أن مواطنه سوانسي سيتي حقق اللقب في العام التالي، وهي أول بطولة كبرى في تاريخ النادي، ما رشحه للعب في بطولة الدوري الأوروبي على ذمة إنجلترا رغم كونه ويلزيًا.

ورغم التاريخ المتواضع لويلز كرويًا، لكنها أنجبت عديد المواهب في الملاعب الإنجليزية مثل أسطورة مانشستر يونايتد ريان جيجز، والهداف التاريخي لليفربول إيان راش، والمهاجم العبقري مارك هيوز، اللاعب الراحل جاري سبيد والمهاجم كريج بيلامي، الجوهرة جاريث بيل نجم ريال مدريد حاليًا، وآرون رامسي نجم فريق آرسنال.

ومن المعروف أن هناك ترابط كبير بين إنجلترا وإسكتلندا، وويلز وأيرلندا الشمالية، كونهم دول مملكة بريطانيا، وقد رشح البعض قطبي الكرة الإسكتلندية سلتيك ورينجرز للعب في الدوري الإنجليزي على غرار كارديف وسوانسي، لكن هذا الأمر قوبل بالرفض من جانب كلا الفريقين ومن جانب الاتحاد الإسكتلندي، فإسكلتندا عكس ويلز ومنذ أيام الزعيم التاريخي «سير وليام والاس» وهي تسعى دائمًا للخروج من عباءة بريطانيا والحفاظ على استقلاليتها.

ففي دورة الألعام الأولمبية 2012 والتي أقيمت في لندن، قرر الاتحاد الإنجليزي تشكيل منتخب بريطاني موحد يضم إنجلترا وويلز وإسكلتندا وأيرلندا الشمالية، وفي حين وافقت ويلز وشاركت بلاعبين كريان جيجز، آرون رامسي وكريج بيلامي، رفض المسؤولين في إسكتلندا وأيرلندا الشمالية اللعب تحت راية هذا المنتخب، خشية أن تؤثر هذه الخطوة على وضعهم كاتحادات مستقلة.