«التوباز» أجمل الأحجار الكريمة وأثمنها عند العرب

يعتبر المهتمون بأمور الكواكب وعلم «الابراج» ان حجر التوباز من الأحجار التي تمثل كوكب الزهرة، وينتمي من حيث التصنيف إلى برج العقرب.

وحسب رأي صناع الجواهر، وكذلك البابليين القدماء والعرب الاوائل وحتى الرومان، فان التوباز من الأحجار التي تشيع السعادة والألفة والصداقة وأيضا تجدد روح الشباب.

وقد عرف العرب التوباز منذ أقدم الأزمان، حيث اعتبروه أجمل الأحجار الكريمة وأثمنها، فاقتنوه واستخدموه في مجالات مختلفة. النوع الأبيض الزلالي، يستخدم كبديل للماس، بينما تستخدم تشكيلة الأنواع الأخرى ذات الألوان المختلفة، كالأزرق أو الأخضر أو الأزرق المخضر في مصوغات أخرى متعددة.

وأجمل ألوان الانعكاس الضوئي الذي يخترق الحجر، هو اللون الأصفر أو البني أو الوردي، وأثمن نوع من التوباز هو النوع الأصفر المظلل، والأكثر ندرة، هو اللون الأحمر والوردي، اللذان يستخرجان في الباكستان.

وحسب المعطيات التاريخية، فان الأوائل الذين عاشوا في العصور القديمة، كانوا يحصلون على هذا النوع من الحجر الكريم، في جزيرة «توبازوز» Topazos، الواقعة في البحر الأحمر، وقد اشتق اسمه من اسم هذه الجزيرة ويبدو ان العرب هم الذين تلاعبوا بالاسم الأصلي، فاطلقوا عليه اسما محورا، أصبح معروفا على الصعيد العالمي وهو «التوباز».

والاسم اساسا اسم قديم مأخوذ من كلمة «توبازين» Topazin الذي يعني «الاعتقاد» أو «القصور» أو «التخمين»، لان الوصول إلى تلك الجزيرة آنذاك، كان من الأمور الصعبة جدا، ومحفوف بالمخاطر والضياع، لكن في وقتنا الراهن أصبح الوصول إلى هذه الجزيرة غاية في السهولة، وقد تبدل اسمها في الوقت الحاضر، حيث اطلق عليها اسم Zebirget. وعلى ما يبدو انه اسم ذات أصول عربية، ويعني «الزبرجد». أجمل وأكبر قطعة من التوباز، تعتبر واحدة من القطع النادرة في العالم، وهي تشبه قطعة الماس، ويطلق عليها الاسم نفسه.

والتوباز الأبيض الصافي بصفاء الزلال يسمى «براغانزا» Braganza وتزن إحدى قطعه الشهيرة نحو 1690 قيراطا، وهي موجودة في التاج الملكي البرتغالي.

وهنالك أيضا تشكيلة من أروع قطع التوباز البرازيلي، وهي من ضمن ملكية المتحف الطبيعي البريطاني في لندن، وتضم قطعة زرقاء يبلغ وزنها 614 قيراطا صفراء مظللة يبلغ وزنها 1300 قيراط.

كما توجد قطعة كبيرة مهذبة من التوباز في معهد «سميثونيان» Smithsonian في واشنطن.

وأكبر قطعة من التوباز الأصفر يبلغ وزنها 7725 قيراطا، واخرى من التوباز الأصفر المخضر يبلغ وزنها 3273 قيراطا، بينما توجد أكبر قطعة مهذبة من التوباز الأبيض الزلالي ضمن ملكية إحدى الأميرات البرازيليات.

أما مناطق العالم الأخرى التي يتوافر فيها التوباز، فهي روسيا، حيث توجد أنواع رائعة الألوان في مناطق مختلفة من سيبيريا.

وقد استخدم التوباز في العصور القديمة لاغراض طبية، فبواسطته كانت تعالج بعض الأمراض مثل «الخرعة» أو «الغزة» بلغتنا الشعبية أو الجنون، أو الغضب أو التوتر أو حالات الصدع، أو التقرح الطاعوني أو غيرها.

وحسب رأي البعض من المختصين، فان حمل قطعة من التوباز كقلادة، ربما يجنب حاملها بعض المتاعب ويزيد من اناقته ويرفع من مستوى ذكائه ويطيل من عمره لبضع سنوات اضافية، أما بالنسبة للمرأة، فان التزين بالتوباز، يحافظ على جمالها ويصون تألقها ورونق انوثتها.