لوف يواجه مشاكل فنية في «المانشافت»

أثارت خسارة المنتخب الألماني الأخيرة بنتيجة(0-2) أمام صاحب الأرض،نظيره البولندي في التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا 2016، ردود أفعال ساخطة، وانبرى المحللون في تشخيص أبرز نقاط الضعف التي شابت أداء "المانشافت" خلال مبارياته الأخيرة، كما طالبوا بضرورة إيجاد حلول واقعية لمشكلة غياب التوازن الدفاعي في منطقة الوسط وكثرة ضياع الفرص والاستعراض المبالغ في اللعب.

لا يمكننا إغفال نقطة جوهرية ان لوف لعب من دون الأسماء التقليدية في الفريق التي كانت تشكل رمانة الميزان في الحسابات الخططية بداعي الاصابة او الاعتزال يقف في مقدمتهم (اوزيل، وشفاينشتايغر، وسامي خضيرة، وشميلزر، ورويس، وبندر).

كما ان النقاد لم يشاهدوا طريقة التحضير"المانشافت" المعهودة القائمة على تدوير الكرة وتحرك اللاعبين في جميع ارجاء الملعب وباستمرارية عالية، مع كثرة الخيارات المتاحة لحامل الكرة، علماً بأن بناء الهجمات تصاحبه تحركات متقنة وتمركز ناجح للاعبين في الفراغ، كما أن الحيوية على طرفي الملعب لم نألفها بسبب غياب اللاعب (أوزيل) كما غاب أسلوب (الالمان) المعهود في ضرب دفاعات الخصوم عن طريق الهجوم المرتد وبأقل عدد من التمريرات.

وبدأ يميل مؤخراً إلى الاستعراض في التمريرات والاحتفاظ المبالغ بالكرة، فضلا عن إضاعة العديد من الفرص وكأن لقاء بولندا الاخير كان وديا وليس حاسما وتؤثر نتيجته في مسيرة المنتخب خلال التصفيات المؤهلة.

اعتاد يواكيم لوف اللعب بنظامي لعب(4-5-1) في الدفاع سرعان ما يتحول إلى(4-1-4-1) عند الحالة الهجومية أي يبدأ رباعي الدفاع (بواتينغ ،ميرتساكر،هوملز، هوفيديس)، لكن في مباراة بولندا حل (دورم) محل (هوفيديس) و(رويدغير) محل (ميرتساكر) المعتزل حديثا، لكنه أدى دور الظهير اليمين، أما في منطقة الارتكاز فقد لعب كل من (كرايمير) محل (لام )المعتزل الى جانب (كروس)،في حين استعان (لوف) في خط الوسط بـ(شورله ،وغوتزه، وبلعربي)،أمامهم(مولر) مع الاستعانة في الشوط الثاني بخدمات (دراكسلر)،و(بودولسكي).

ويبدو أن اعتزال لوف قد أثر كثيراً على منهجية التوازن الدفاعي في المنتخب، كونه كان من أشد اللاعبين اعتراضا للخصوم في خط الوسط،إضافة ‘إلى اجادته جميع المراكز في خط الدفاع، كما أن غياب شفاينشتايغر أسهم في خلخلة الخط الدفاعي وبان هذا النقص في المباراة الأخيرة.

ان عدم ثبات التشكيل في المباريات الثلاث الأخيرة تسبب في العديد من الأخطاء نتيجة ضعف التجانس،كما أن كثرة الأخطاء الساذجة تتطلب من المدرب إعادة النظر في التشكيل بغية الصمود أمام المنتخبات الاخرى المشاركة في الأمم الأوروبية التي ستقام في فرنسا العام 2016.