علي سلمان غالي منتخب الآمال

في امثالنا الشعبية يقال ان (الخلَّف ما مات).. في اشارة الى ان الذي يترك بعده ابناً صالحاً ينتفع به المجتمع يبقى الناس يترحمون على ذلك الأب الراحل ويذكرونه بالطيب فتبقى بذلك ذكراه قائمة، ويبقى هو حياً بذكره.
وأرى هنا، ان منتخب الاشبال الحاصل على كأس القارة الصفراء قد اثبت صحة هذه المقولة حين تعملق على كل الفرق المشاركة وجندل ابطالها ليقترب من الذهب واللقب رويدا رويدا ثم يخطفه باستحقاق لاجدال فيه ليعلن من هناك ان الكرة العراقية مازالت حية ولن تموت، وان شجرتها تستطيع العيش وطرح الثمار حتى وان تصحرت اراضيها وشح عليها الماء لزمن طويل . وفعلا فقد قارعت هذه الشجرة المباركة كل الظروف الصعبة ولم تسمح للون الاصفر بزيارة اوراقها فظلت خضراء وارفة الظلال وهذا الانتصار هو احد مصاديق عراقتها واصالتها وحبها للحياة ورغبتها الدائمة في معانقة الالقاب.
هذا المنتخب اعلن عن نفسه بشكل صريح قبل هذا الوقت في عمان التي احتضنت التصفيات الاولية لهذه البطولة ، حيث فاز في جميع مبارياته فيها وقدم عروضا فنية اطربت مدرجات الملعب واستولت على نواظر المشاهدين وقلوبهم، ونحن كعراقيين عشقنا هذا المنتخب من خلال تلك العروض وعشنا على انتظار ما سيقدمه مستقبلا ، وفعلا كان في وعده وعلى وعده في هذه البطولة التي جاء بلقبها عن جدارة واستحقاق ليعيد الكرة العراقية الى الواجهة من جديد ويجدد ثقة الناس بها.
وهنا تأتي مسؤولية كل الجهات الرياضية الرسمية وغير الرسمية للحفاظ على هؤلاء الاشبال والمحافظة على عقد هذا المنتخب من الانفراط بل يجب رعايتهم وتقديم كل ما من شأنه ان يدعم مسيرتهم ليكونوا فرسان المستقبل وأسوده وان اهمال هذا المنتخب هو اساءة للكرة العراقية بكل تاريخها ، وان اقل ما نقدمه لهم هو ان نشكرهم مدربا ولاعبين واداريين على كل ما قدموه لنا وللكرة العراقية.